داعش جيل الخلافة الثالث بين التوحش وبقعة الحبر!

0 744

د. فاطمة سلومي

لا يخفى على احد بان الجيل الثالث الذي يتحدث عنه الكثيرون بات الاخطر والاعنف وفق ما تناولته التقارير الدولية واغلب وسائل الاعلام التي تؤكد على ان  الفلسفة العنفية  وهدر الدم هي من سمات هذا التنظيم اي تسليم راية الاب الى الابن والعودة للانتقام وثأرا للاب الميت هو ضمن متاهات التوحش والذئاب المنفردة التي يستخدمها لحصد الارواح البريئة من خلال عمليات فردية او كما يطلق عليها (عملية المجنون او الشرير)، وبين القامع والمقموع، والظالم والمظلوم، ومصادر التنظيم الكثيرة والتي جسدت بصور واحاديث مايعرف بـجيل الخلافة ( أشبال داعش )، ومنها ( طريق الاباء) و (حدثني ابي) و (اولئك ابائي) واخرها ( اطفال داعش) للمؤلف عصام عبد الجواد،

كل ذلك يجعلنا نشخص ونسأل من هو هذا الجيل القادم وما هي المؤهلات التي يمتلكها ومن هي الجهات الداعمة له، نقولها بتأكيديه مطلقة بعيدة عن الشك والريبة أن:

1.هذا الجيل يمثل ابناء داعش من العراقيين والاجانب والذين تم تأهيلهم وتدريبيهم من قبل قادة التنظيم أنفسهم في معسكرات فكرية وعسكرية ضمن مناطق حدودية ما بين سورية، تركيا، العراق، بشكل يجعل هذا الجيل يأخذ بالتمدد والتوسع الى مناطق ودول اخرى شبيه بالخلايا العنقودية.

2.لا يمتلك هذا الجيل اي اوراق ثبوتيه لمعرفتهم اذ ينظر إليهم القانون بمجهولي النسب او مكتومي القيد او بدون وهذا سيجعل الاجهزة الامنية والاستخباراتية في العراق من الصعب الوصول او وجود نقاط دالة بشأنهم.

3.لايمتلك هذا الجيل اي ملفات في ارشيف الاجهزة الامنية وكل مفاصل الدولة وهذا ما يجعل الجهات الامنية في تحدٍ مستمر، واكدت هذه المعلومات اغلب التقارير الامريكية والتي ذكرت بان قادة داعش الجدد سيكونون أكثر وحشية من القادة السابقين من منطلق ان الجيل لا يرتكز على وثائق او سند قانوني بل على فكر وعقيدة متطرفة واغلب امكانياته تعتمد على الدعم الخارجي والفدية والاختطاف.

4.يتسم هذا الجيل بالعنف والقسوة والبطش بالأخر لكون اغلبهم يعتمد على الافكار الاصولية وهذا ما ذكرته مؤسسة ( كليام البريطانية ) لمكافحة التطرف التي ذكرت بأن هناك  ما يقارب( 500 طفل عراقي من الموصل مجند لدى داعش و400 طفل فرنسي اخر)، اذ يتولى التنظيم تدريبهم فهؤلاء يخضعون لتدريب عنيف يشمل كل الفنون القتالية والنشاط العسكري وعملية الانضباط

5.يسعى قادة التنظيم (السوبر إرهابي )إلى تدريس هؤلاء مادة الكيمياء وذلك لمعرفة  عملية استنشاق الغاز وكل ما يتعلق بالمتفجرات والعبوات الناسفة، ناهيك عن تدريبهم مادة الرياضيات، لتنمية ذكاء الطفل المجند في الارقام والإحصائيات، وبالتالي تجعل الطفل في غشاوة البصيرة وقلة الحيلة … فما بين هذه التساؤلات والتكهنات نجد إن  ترك هذا الجيل ,كجلادين في عالم التوحش يعد امرأ صعباً في ضوء تجاهل دولي واضح من قبل المنظمات والمؤسسات الدولية التي تغافلت عن المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تحمي الطفولة من هذه الجماعات المهووسة بالفكر المتطرف ومنها منظمة الأمم المتحدة الطفولة( اليونيسيف) فضلا عن منظمات المجتمع المدني في العراق  وعجزها عن تبني عملية التثقيف  والتأهيل والتوعية ووضع البرامج المناسبة ,للحد من عملية تجنيد الاطفال من خلال المخاطبات الدولية وعقد الندوات والمؤتمرات  التي ترفض عسكرة الطفولة باي شكل من الاشكال  واستخدامهم كوقود للأنشطة الإرهابية  في الوقت الذي  تبتعد فيه الحكومة واللجنة البرلمانية الخاصة بالطفولة عن سن قانون يجرم عملية تجنيد الأطفال وتحديداً من العراقيين الذين أجبر التنظيم ذويهم للهجرة او النزوح .وهنا قد نتوقف برهة لوضع صيغ العلاج لحماية بعض من أطفال المناطق المحررة سواء في الموصل ,الانبار والمناطق الأخرى لتجنبهم التطرف الأيديولوجي وترسيخ فكرة حمل السلاح ومن ابرزها إعادة التأهيل المجتمعية القائمة على معالجة الأطفال من المشكلات النفسية التي تعرضوا  لها وتوفير الأساليب الوقائية الصحيحة لمساعدتهم للتخلص من الصدمة فهل يا ترى وضع القائمون في الحسبان عن الاضرار التي سينتجها هذا الجيل  في ضوء هذه المعطيات  وتنبؤات المستقبل المستقاة من الواقع الملموس لواقع الطفولة الجديد في العراق ؟مجرد سؤال لا اكثر؟

Loading

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.