”أبل“ تستعد لإطلاق نفسها كمنصة للخدمات الرقمية

0 374

في محاولة من شركة ”أبل“ لتغيير أكبر استراتيجية لها منذ إصدار iPhone  في العام 2007، من المتوقع أن يعلن ”تيم كوك“ الرئيس التنفيذي الحالي لها عن بداية حقبة جديدة لأكبر شركة تكنولوجية في العالم، وذلك عندما يعتلي مسرح ستيف جوبز في وادي السيلكون، الإثنين المقبل.

ومن المتوقع أن يكشف المدير التنفيذي عن تحول ”أبل“ إلى منصة رقمية لمشاركة الفيديوهات واشتراكات الأخبار وغيرها كجزء من حملة الشركة لتحويل نفسها إلى مزود رائد في مجال الخدمات الرقمية، وقد تناقش الشركة أيضًا إضافة ألعاب فيديو ذات اشتراكات شهرية.

ومن المحتمل ألّا يغيب عن الحدث أي من الأدوات التي ساعدت الشركة في ربح مئات المليارات من الدولارات منذ العام 1976.

وتمثل هذه الانطلاقة تحديًا خاصًا لـ“تيم كوك“ الذي تولى مهام الرئيس التنفيذي للشركة بعد وفاة  ستيف جوبز العام 2011، والذي يعد خبيرًا في سلاسل توريد مكونات الأجهزة، حيث أمضى سنوات في جدال مع مصنعي المكونات في آسيا لتجميع جهاز iPhone الرائج الخاص بالشركة.

وقال المحلل دان آيفز: ”يعد هذا تحولًا محوريًا لشركة أبل، وأكبر خطوة استراتيجية اتخذتها الشركة منذ كشفها النقاب عن جهاز iPhone في العام 2007، هناك ضغط هائل على تيم كوك وعلى أبل لتقديم الخدمات المتوقعة، حيث يعد تدفق المحتوى أحد عناصر النمو المحتملة“.

وتمر أسواق أجهزة ”أبل“ الثلاثة الكبرى، الهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر الشخصية، والأجهزة اللوحية بحالة من الركود، ولذلك تحاول الشركة الاستمرار في النمو عن طريق بيع بعض الخدمات المملوكة لها مثل اشتراكات Apple Music وسعات تخزينية على iCloud  وغيرها.

ويوم الإثنين المقبل، ستضيف الشركة اشتراكات الفيديو والأخبار والألعاب، ومن المحتمل أن تناقش دمج كل هذه الخدمات الرقمية في حزمة واحدة على غرار برنامج Prime الشهير من شركة ”أمازون“.

وقد ناقشت الشركة بالفعل إمكانية توفير خصومات للمستخدمين ممن يشتركون في أكثر من خدمة واحدة.

ويشير المكان الذي سيتم فيه الحدث إلى أهميته بالنسبة للشركة، حيث استخدمت الشركة مسرح ستيف جوبز الموجود بمقرها الجديد مرتين منذ افتتاحه قبل عامين، أول مرة كانت عندما أطلقت الشركة جهاز iPhone X والثانية عند إطلاق جهاز iPhone XS وساعة Apple Watch الأحدث على الإطلاق.

ولضمان أن يكون الاهتمام كاملًا بالخدمات التي ستعلن عنها الشركة قامت بخطوة نادرة بالإعلان عن العديد من منتجاتها من الأجهزة على موقع الشركة على الإنترنت الأسبوع الماضي، بما في ذلك أجهزة AirPods وiPads وiMacs المحدثة.

وعلى عكس إطلاق iPhone في العام 2007، والذي فتح أفاقًا جديدة للشركة، تواجه الفكرة الجديدة منافسة قوية من لاعبين معروفين جيدًا في هذا المجال، حيث تستثمر كل من Netflix وAmazon وWalt Disney Co. وHulu وAT&T Inc، ما لا يقل عن 20 مليار دولار مجمعة سنويًا على المحتوى، ولذلك تحتاج” أبل“إلى ضم شركة محتوى فيديو كبيرة، على الرغم من تخليهم عن صفقات كبيرة في الماضي.

ومع ذلك هناك قاعدة لا تقل عن 1.4 مليار جهاز نشط من إنتاج” أبل“، ما سيعطي الشركة أفضلية على منافسيها مثل Netflix حيث سيتم ربط الخدمات الجديدة بتطبيق TV app والمثبت مسبقًا على جميع أجهزة” أبل“، مما يضع محتوى الشركة في متناول ملايين المستخدمين.

وإذا استطاعت الشركة تنفيذ ذلك بالسرعة المطلوبة، وأيضًا اكتساب محتوى قويّ، ونظرًا لقاعدة الشركة الضخمة والولاء المثبت للعلامة التجارية الذي لا مثيل له، فمن المحتمل أن يكون الوصول إلى 100 مليون اشتراك على المدى المتوسط خلال (ثلاث إلى خمس سنوات) هدفًا واقعيًا بإمكانه أن يترجم إلى نحو (7 إلى 10 مليارات دولار) كإيرادات سنوية.

وتعمل” أبل“ أيضًا على الاشتراك في ألعاب جديدة لمتجرها App Store ومناقشة ذلك مع الشركاء المحتملين، ووفقًا لمن لديهم علم بخطط الشركة، لن تحصل” أبل“ على خدمات عروض البث المباشر كنظيراتها مثل Google Stadia، وبدلًا من ذلك ستركز الشركة على أجهزتها iPhone وiPads  وتعمل على جمع ألعاب مدفوعة من مطورين مختلفين يمكن للمستخدمين الوصول إليها مقابل رسوم شهرية، حيث ستقوم الشركة بتجميع هذه الرسوم الشهرية وتقسيم الإيرادات بين المطورين بناء على الوقت الذي يمضيه المستخدمون في لعب ألعابهم.

ومن المحتمل أن تفكر الشركة في الحصول على التطبيقات المدفوعة شهريًا، وتستبعد التطبيقات التي يمكن تنزيلها مجانًا، لكنها ستحقق أرباحها من خلال عمليات الشراء التي تتم داخل التطبيقات.

Loading

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.