المجلس التنسيقي السعودي العراقي رعاية أمريكية والمنتوج ملعب رياضي!

0 578

د. فاطمة سلومي

قد يتوقع الكثيرون بان المجلس التنسيقي السعودي العراقي، سيفتح افاقاً وابواباً واسعة للاقتصاد العراقي  والى تطوير  العلاقات بين البلدين، بعد انقطاع دام  سنوات عدة ليشكل هذا المجلس اعلى تعاوناً تقريباً منذ عام 1981اثناء الحرب العراقية الإيرانية ومساعدة السعودية لنظام صدام بفتح معبر( ينبع) السعودي لتصدير النفط العراقي آنذاك، اليوم وبعد حفنة من سنين الخصام  يتجه الجانبان الى عقد ما يسمى  بالمجلس التنسيقي وتفعيله والقائم على (16)مذكرة تفاهم وقع (4)منها، والتي سبق ان تم توقيعها في 22 تشرين اول عام 2017 بينها وبين رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي  وبحضور عراب المشروع ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي الذي وصفه (بالمهم لاستقرار المنطقة ويقصد هنا منطقة الشرق أوسطية وخارطتها الجديدة في ضوء تطبيق صفقة القرن.

 وبين طيات هذا المجلس الذي تفاءل به الكثيرون وطبلت له العديد من الفضائيات، بانه عنوان لمرحلة مفصلية للعلاقات بين العراق والرياض دون ان يدركوا الاضرار الكبيرة التي ستلحق بالعراق وبالأخص بين الاثنين ملفات متعددة وشائكة والفائدة لكلا البلدين تختلف من حيث الهدف والغرض.

فيما يخص المجال الاقتصادي:

1-سيوفر هذا المجلس فرصة اقتصادية واستثمارية كبيرة للشركات السعودية وفي مجالات متعددة الصناعة الزراعة والتجارة من أهمها انشاء المدينة الرياضية في الجنوب ومدى القدرة والاستفادة من المياه الجوفية التي تشهدها هذه المدن.

2- سيستفيد كل من العراق والرياض بافتتاح معبر( عرعر وجميمة )الحدوديين في تصدير منتجاتهم المتنوعة والمعروفة ضمناً في السوق العراقية لكن نسبة الفائدة تختلف بالنسبة للعراق لكونه يفتقر الى تصدير بضائعه والسبب ضعف انتاجه الوطني والمحلي وتوقف الكثير من صناعاته منذ عام 2003حتى اليوم لعدم وجود الدعم الحقيقي للقطاع الخاص والتشجيع على الصناعة الوطنية ناهيك على ان العراق سيستفيد أيضا من إعادة تشغيل خطوط الطيران ذهاباً واياباً الى السعودية دون المرور بالأردن وستكون عملية تسهيل كبيرة للمعتمرين والحجاج العراقيين قبالة تسهيل المجيء المباشر الى بغداد من قبل السعوديين عن طريق بغداد الدولي

3-توحيد سياسة أوبك قد تعود بالفائدة للطرفين من حيث صعود وهبوط أسعار النفط ومقدار الشراء في السوق بالنسبة لأسعار برميل النفط.

4-ستكون لشركة (أرامكو السعودية) فرصة كبيرة للاستثمار في جنوب العراق.

5-اغلب المشاريع الاستثمارية ستكون بالمناطق المحررة وتحديداً في الانبار والموصل وبالتالي ستكون السعودية داعمة بشكل كبير لجمع المعسكر السني وانهاء حالة الشتات في المواقف مما يشكل نقاط خطر على النظام السياسي (الشيعي) البعيد عن طموحات السعودية ذات المواقف المتذبذبة من السلطة في العراق ولأسباب مذهبية.

وفيما يخص الجانب الأمني، سيكون هناك تعاون امني كبير بين الجانبين في الجانب الاستخباري وهذا التعاون سيمهد ربما لأطلاق سراح المعتقلين من السعوديين في السجون العراقية, والبالغ عددهم(400) منهم 50 شخص جرى اعتقالهم خلال معارك تحرير المدن والمناطق العراقية من سيطرة داعش وعراب هذا الملف القنصليات ال(3) التي تنوي السعودية استحداثها لغرض التمهيد لهذا الموضوع وإتاحة فرصة للتمدد وتفتيت مكونان الشعب العراقي والعمل عل تفعيل نشاطها من خلال دعم مؤسسات المجتمع المدني التي تميل الى المعسكر الأمريكي والسعودي معاً فضلا عن الفرص الكبيرة التي ستوفرها في مجال التعليم للطلبة الذين يرغبون الدراسة في السعودية  وهذه احد اشكال القوة الناعمة لهذا المشروع.

وفيما يخص الجانب السياسي، ان يكون هذا الجانب من الجوانب المهمة التي تسعى كل من أمريكا والسعودية  الى تحقيقه من خلال هذا المجلس  والمتمثل بمحاصرة ايران وتحجيم دورها في العراق او كما تسميه (التمدد الإيراني )مع العلم ان ايران وتعاملها اقتصادياً مع العراق اقل من السعودية اذ يبلغ حجم التبادل التجاري بين ايران والعراق ما يقارب ال 12 مليار دولار بينما الرياض قد يفوق هذا الحجم وهنا ستكون أي السعودية شريك مشاكس في خلق أجواء من العلاقات بينها وبين العراق الذي يسعى جاهداً الابتعاد عن سياسة المحاور وخلق حالة من التوازن والذي سيمهد ربما لايجاد تقارب في الرؤى ووجهات النظر بين السعودية وايران في قادم الايام وهذا يتوقف على الحنكة السياسية ودبلوماسية الممارسة لدى الخارجية العراقية اذا مسكت زمام المبادرة في ذلك.

 واذا اردنا المقارنة بين هذا المجلس وبين المجلس الاخر الموقع بين السعودية والامارات عام 2018,سنجده يختلف اختلافاً كبيراً من حيث توفير تنمية اقتصادية للبلدين وشراكة فعلية قائمة على منظومة من المشاريع التي تحقق لهما الفائدة في توفير فرص العمل ونمو في الناتج الإجمالي , الا ان الهدف السياسي منه هو تحجيم دور قطر اقتصادياً في ضوء تقاربها الواضح مع ايران وربما هذه نقطة التشابه بينه وبين  المجلس التنسيقي السعودي العراقي .

Loading

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.