لكي نتذكر السيستناني ..

0 304

 د.فاطمة سلومي

 

 حينما سئل المتنبي يوماً عن أسباب عزوفه في مدح الامام علي (عليه السلام ) فقال دون تبرير او حجه :

تركت مدحي للوصي تعمـــداً        اذ كان نوراً مستطــــــــــــــــــــيلاً

واذا استقام الشيء وقام  بنفسه      وصفات ضوء الشمس تذهب باطلاً

بدأت  الحديث بهذا  البيت الشعري كرد على الجهلة الذين يختفون وراء الكيبورد والذين يتطاولون على السيد السيستاني (دام ظله)وتناسوا مواقف هذا الرجل التي لاتعد ولا تحصى لكن للتاريخ نذكر منها :

من حفظ امن العراق في ظل الاحتلال الأمريكي عام 2003 ؟اليس السيستاني حينما حرم  النهب والسلب  على الممتلكات العامة وسمحت به القوات المحتلة ومن طبل لها ؟ الا ان الرجل  اكد على حفظ القانون واحترامه . من نبذ الفرقة والتفرقة عام 2007  عندما اصبح القتل على الهوية؟ اليس السيستاني ؟ واصراره بشكل كبير على وحدة البلاد من الشمال الى الجنوب ومنع الاعتداء على الطوائف والقوميات وتجنب الحديث بالأثنية الفردية !هذا هو نهج المرجعية  الدائم ولكي نستعيد الذاكرة الى عام 2014 وهو ليس ببعيد علينا , ونتذكر فتواه فتوى (الجهاد الكفائي ) في 14/6/2014التي دافعت عن المقدسات ومنعت اعتى تنظيم التحكم  او السيطرة حتى  على قرية صغيرة من ارض العراق فكانت استجابة  الملايين من الشباب الثائر وكبار السن  في ساحة المواجهة والتي شكلت درعاً منيعاً  وحصيناً للقضاء على تنظيم داعش وافشلت كل المخططات الامريكية والصهيونية التي كانت تريد  النيل من ارض المقدسات , ولم تراهن المرجعية على الجامعة العربية او الأمم المتحددة في موقف ما يمنع هذا التنظيم من احتلال العراق هذا هو السيستاني  مثلما عرفناه صمام امان للعراق ,اليوم  يعيد الأمان من جديد للعراقيين عندما يساندهم في التظاهرات السلمية لا التخريبية ؟, للمطالبة بالإصلاح فمع كل خطبة تشدد المرجعية على مساندتها للتظاهرات  و والوقوف مع المطالب المشروعة في إعادة  هيبة الدولة الدستورية ومكانة النظام السياسي  من خلال الدعوة الى اجراء انتخابات مبكرة ,وتشكيل مفوضية جديدة ومحاكمة كل الفاسدين الذين سرقوا أموال الشعب ضمن محاكمة عادلة هذا هو السيستاني يا سادتي ,مرجعية رشيدة  مع كل ازمة يمر بها العراق تحاول حل طلاسمها بعقلانية ,وحلول جذرية لذلك نرد  من منطلق الحس الوطني على التخرصات العدوانية والمرتزقة الذين يشككون بنوايا المرجعية وهم معرفون ؟ ومن لديه غير ذلك  عليه ان يتكلم بانصاف عنها ؟هل تتجاهلون صوت المرجعية الدائم برسم خارطة طريق متى سنحت لها الفرصة الحديث وإعطاء الموقف الصحيح في الوقت المناسب ولعل قولها لقد (بحت اصواتنا) والاحجام عن استقبال أي شخصية سياسية دليل قاطع على ان المرجعية ترى وتسمع عما يدور فكانت الناصح والمرشد لكل من حكموا العراق منذ 2003 والى الان ؟ فماذا تريدون اكثر من ذلك إزاء طبقة سياسية صماء وعمياء لكل ما يدور ؟ وللحديث بقية !.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.