يحشر المرء مع خليله…..

0 317

بقلم:د.باسم الماجدي

أيام معدودة على جريمة مقتل الشاب المغدور هيثم البطاط ابن الخمسة عشر عام في ساحة الوثبة هذه الحادثة التي ستؤرق ضمائر كل من وقف خلفها الى يوم الدين (قاتل ومشجع ومتفرج) فهذه الجريمة لوحدها اسبايكر لعام ٢٠١٩ فقد اعادت الى الاذهان فكر داعش الارهابي وجسدت تمثيل عملي لذلك الفكر !!! وسأقتطع احدى الصور متمثلة بموقف المتفرجين في تلك اللحظة وما نشر من صور تذكارية لبعض قاصري العقول واصحاب الافكار المنحرفة بتوجيه وتصور واع ام غير واع في موقع الجريمة …

يذكر ان حكم المتفرج على قتل انسان لدى امير المؤمنين ع في كتاب قضاء أمير المؤمنين (عليه السلام) للتستري : ” رفع إلى أمير المؤمنين عليه السلام ثلاثة نفر واحد منهم أمسك رجلا وأقبل الآخر فقتله، والآخر يراهم، فقضى عليه السلام في صاحب الرؤية أن تسمل عيناه، وقضى في الذي أمسك أن يسجن حتى يموت كما أمسكه، وقضى في الذي قتل أن يقتل “…..رواية جديرة بالتدبر هذه الايام ..فمن أعان على مؤمن بشطر كلمة (قال يستأهل أو من حق الظالم أن يفعل به ذلك وغيره من أنواع العون) لقي الله عز وجل يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من رحمتي*

فقد يؤتى للإنسان يوم القيامة بقارورة فيها دم ويقال له هذا نصيبك من دم فلان فيقول أنا لم أقتل ولم أجرح يقال أنت أيدت الظالم بكلمة او ان الظالم تشجع على الظلم لأنه ضمن موافقتك إذا لا حياد مع الظالم سواء أكان الظالم في شخصه أو في عمله أو في المجتمع او قائد سياسي او رئيس كتله او حزب او تيار… فقول الله عز وجل: –

{وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} تمثل الصورة التي واجهها الأنبياء والمصلحون فهم يجدون أمة اعتادت وآلفت العيش مع الظالم والالتزام بنهجه حتى لو كان على نمط فرعون ونمرود وغيرهما من الطغاة وهذا هو ما واجهه الحسين (ع) في كربلاء مع أمته!! وذات الامر ما يعاني منه علماء وقتنا الحاضر *ومنهم منقذ العراق السيد السيستاني المفدى بالروح والاموال  والانفس*

ومن هنا تأتي مسؤولية كل الواعين في العراق: –

١- أن يتقدموا إلى الناس لبث الوعي فيهم حتى لا يحل الظلم محل الحقيقة أو يتحول النبي المصلح إلى عدو كما عملوا من قبل لما قالوا ان الحسين ع من الخوارج وغدا يقولون ان السيستاني اخرجوه من بلدنا (بره بره) فتصدق الناس كلام الظالمين ….

٢- نحتاج اليوم الى الذين يقفون بوجه أولئك الذين يظلمون بأسم الله وتحت لوائه لكونه ظلم مركب وأنه لظلم عظيم….

٣- نحتاج الى نشر الحقيقة للصالح والمفسد وان يكون النقد من اجل تصحيح بناء البلد دون هدف اسقاط الخصوم لإعادة الثقة الى الشارع بكافة ممثلي الشعب في البرلمان والحكومة ومنظومة الدولة.

٤- نحتاج الى بناء الانسان لكونه اساس بناء المجتمع وبناء الدولة وان تعي الاحزاب الحاكمة كيف تبني مقراتها في قلوب الشعب وليس في ابنية قابلة للحرق كلما اختلفوا بينهم او مع الشعب

٥- نحتاج ان نعيد للشباب ايمانهم بالإسلام ومفهوم الاسلامي بعد ان الصقها البعض بمسميات حزبية لأغراض نفعية فردت عليه بالنفع وعلى المجتمع بالمضرة وان نقيم وفق مديات تطبيق مبادى وتعاليم الاسلام لا وفق المسميات.

 ٦- نحتاج ان نعيد نبين للشباب الفرق بين الجار والغازي وبين العدو والصديق ومن يستحق الضيافة ومن يستحق الطرد …. وغيرها من الحاجات حسب قابلية الفرد الواعي على اقناع الاخرين وبما يخدم حفظ الدين والارض والعرض …ونسأل الله التوفيق …

Loading

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.