الجيل الرابع من الحروب …

0 285

بقلم  د. باسم الماجدي

آلية تغيير الحكومات والمقدس للشعوب….
تتعامل القوى العظمى مع الحكومات المناهضة لها تعاملات مختلفة بحسب قوة النظام الحاكم من حيث التسلح العسكري والاقتصاد والتكنولوجيا …
وكثيرا ما سمعنا عن انواع الحروب:- مثل الجيل الاول منها الحرب العالميتين وهي حروب واضحة المعالم تعتمد السلاح والتدخل العسكري والصدام المباشر الا ان هذا الجيل مكلف اقتصاديا وبشريا لكلا الطرفين… ثم جاء زمن الانقلابات العسكرية كجيل ثاني للحروب وتغيير الانظمة من خلال عملاء عسكريون يجهزون ويعدون لفترات زمنية طويله وتعتمد السيطرة على مصدر السلاح في تلك الدولة وهذا النوع من الحروب غير مكلف للاقتصاد كونه صدام داخلي وبشخوص واسلحة داخلية …. وصولا الى الحرب بالوكالة والتي استخدمت من قبل امريكا لاسقاط الاتحاد السوفيتي مستخدمين تنظيم القاعدة في افغانستان ضد السوفيت وكانت الحرب ذات كلفة عالية اقتصاديا في مقابل عدم وجود خسارة بشرية ، واعيد استثمارها ايضا في ولادة داعش ضد سوريا والعراق والتي مثلت الجيل الثالث واعتمدت هذه الحروب على التمويل لدول عظمى لمرتزقة من خارج دولها لتنفيذ اجنداتها دون خسارة جندي واحد فالسلاح مدفوع الثمن والجندي مرتزق تحت وطئة العقيدة الفاسدة …. اليوم وبعد ان فشلت امريكا في احداث انقلاب عسكري في تركيا وفنزويلا وهونغ كونك ايقنت ان زمن الانقلابات قد انتهى فلابد من جيل آخر لذا
ظهر نوع آخر من حرب الجيل الرابع حروب لاتكلف شيء سواء :-
١-توظيف الاعلام ( مرئي ومسموع ومكتوب مقروء)
٢- توظيف منظمات المجتمع المدني
٣- توظيف شباب تحت مسمى ناشط مدني
بالاضافة الى اعتماد هذه الحروب على دراسات اجتماعية متخصصة تعتمد بالدرجة الاساس على دراسة البنية الفكرية المجتمعية وتحليلها بهدف احتلال العقل والتفكيك الساخن للمنظومة المجتمعية من الداخل ، كما تعمد تلك الدراسات على تمييز الموثرات للعوامل النفسية ( صور ، نكات ، شعارات ، وغيرها ) ومحاولة محاكات وتناغم تلك الشعارات مع الهدف ليتقبلها المجتمع ، وتبث تلك الموثرات من قبل شركات مختصة موجهه لكل المجتمع بكل فئاته تستطيع تسويق ماتريد وتوجيه ماتريد لمعرفتها بالحالة النفسية والاجتماعية النفسية لذلك المجتمع …
يصاحب ذلك دور للمنظمات المدنية التي تم اعدادها بانفاقات مالية عالية منها:- دورات خارج البلدان للشباب (ناشط مدني) بهدف نشر فكر الهيمنة الغربية وفكر الحرية بقصد واعي ام غير واعي….
ولتجنب عدم الاطالة ولا اريد الخوض بكافة الحروب الاجتماعية وسأكتفي بما يسمى ثورات وانتفاضات العربيه :-
بدء العمل بهذا النوع من الحروب مع انطلاق مايسمى بالربيع العربي ونجح في تونس وليبيا ومصر وكاد ان ينجح في سوريا لولا فهم اللعبة وتبعاتها الاقتصادية من قبل روسيا وايران مما اضطر العودة بالامريكان الى حرب الوكالة للجيل الثالث…. واستمر تطوير هذا النوع ليتم توظيفه بمظاهرات لبنان (لبنان تنتفض) ومايهمني هو العراق الذي انطلقت بوادر هذه الحرب الجديدة مع خروج او انسحاب الامريكان الاجباري عام ٢٠١١ وبحرب باردة مثلت المرحلة الاولى:-
– التركيز على المعممين من رجال الدين واسقاطهم في نظر المجتمع من خلال دس فاسدين يعتمرون العمامة بالعملية السياسية تارة وفي برامج مختلفة وبين العامة واستطاعوا اسقاط القدسية عن كثير من رجال الدين الحقيقين
– اشراك اشخاص فاسدين ضمن الاحزاب والتركيز الاعلامي على الاحزاب ( الاسلامية) حصرا وتم اسقاط تلك الاحزاب في نظر المجتمع ايضا
– امور اخرى لايتسع ذكرها ولكن كانت تهدف في مجملها لاسقاط الصورة القدسية للجميع تمهيدا لاسقاط مابقي من مقدسات وهذا جوهر مايريده الامريكان وعقلها اسرائيل….
ثم جاءت المرحلة الثانية :-
– تمثلت بمحاولات اسقاط المقدس ( الحشد الشعبي) أصحاب الفضل على كل طوائف العراق واسقاط أكبر تجمع ارهابي دولي ، وتم ايضا بمباركة الجوكر الامريكي وسموم قناة الحرة الامريكية ببث تقارير مفبركة منها فساد في العتبات او ضمن منظومة الحشد…الخ
لذا أدعو الشباب الواعي الى وقفة فكرية تحلل مايحدث الان في العراق ولبنان وحتى ايران هل جاء التوقيت مصادفة ؟ ولماذا جاءت الصفحات متشابهه على مواقع التواصل مثل :-
لبنان تنتفض ، العراق ينتفض ، ثم ايران تنتفض !!ولماذا وجهت الى محبي اهل البيت ومحور المقاومة حصرا ؟ ولماذا لا يتكلم احد عن حقوق الشيعة في البحرين عندما انتفضوا وهم اغلبية ؟ ولماذا لم يتكلم احد عن حقوق الشيعة السعودية واليمن عندما انتفضوا وجوبهوا بالاعدامات والحرب؟ وهل ستتوقف هذه التظاهرات السلمية عند ماهو معلن من محاربة الفساد والتعيينات والخدمات والدستور والانتخابات والمفوضية والغاء مجالس المحافظات ام سيكون للمندسين رائي آخر لعدم تطابقها مع الهدف المخفي المتمثل باسقاط المقدس الاهم؟
اتمنى من الجميع التصدي للمرحلة القادمة والدفاع والحفاظ على المقدس الفكري للعراق ( الامام السيستاني) دام ظله موسس المقدس المادي ( الحشد الشعبي) لانه صمام امان العراق وليكون لنا رايء مضاد مع حرب الجيل الرابع لكل من يفكر في دس افكاره ولو بالطرفه ضد مقدساتنا كما يتحتم علينا ما يفرضه تكليفنا الشرعي باطاعة أمر نائب الامام المرجع الاعلى السيد السيستاني دام ظله لكونه حجة الامام المهدي علينا وعدم الانقياد وراء الفتن مهما تأزمت الامور لانه طريق الهداية لحبل الله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.