“تحقيقُ المُراد بواسطة العقيد نوزاد”

0 368

بقلم: علي عبدالواحد

لا يخفى على المتابعين للشأن السياسي والعسكري العراقي اسم “نوزاد عثمان خدر” امر الفوج الثاني في اللواء الأول الرئاسي كما يحلو للبعض تسميته، هذا الاسم تردد كثيراً في أوساط المؤسسة العسكرية العراقية، وأكتسب شهرتهُ من خلال قربهُ للشخصيات السياسية الصانعة للقرار العراقي.

لدى نوزاد علاقة مع الرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني اضافة لقربه من الخلية الاستخبارية الكردية التابعة لبارزاني التي تسمى (البارستن)، والتي دفعت به تلك القوى لتولي المهام العسكرية السرية والعلنية، كما ولديه الخبرة والاندفاع الكافي لتحقيق مهام تطلب منه بأوامر من رؤسائه وقادته السياسيين لا العسكر.

في أوائل عام ٢٠١٧ قام العقيد “نوزاد عثمان” بالترويج لفكرة الانفصال الكردي داخل المؤسسة العسكرية العراقية حسب ما افاد به مجموعة من الضباط المهنيين في المؤسسة العراقية من الذين يؤلمهم تفكك العراق وتقطيع أوصاله إلى عدة دول تنفيذاً للمخططات الاسرائيلية الرامية لتقسيم العراق.

طالما أوكلت مهام عسكرية للعقيد “نوزاد” وتخاذل عن تنفيذها بسبب التحصين السياسي وتعكزه على الدعم السياسي له مما يجعله ضابطاً يعمل لصالح قوميته وتمهيدا ًلانفصال الإقليم الكردي، تحقيقاً للحلم البارزاني الذي أصبح اضغاث أحلام بعد جهده لسنوات طوال عجاف وسمان.

في وقت اخر تم تحجيم القيادات العسكرية الكردية وانطلاق عمليات عسكرية لاستعادة المناطق التي سيطر عليها الأكراد تمهيداً لإعلان دولتهم المزعومة، هنا كانت المدة الاصعب على عقيد “نوزاد” وشعر بخيبة كبيرة بسبب الفشل الكبير الذي لحق بأحلامه واحلام قيادته الكردية المتمثلة بمسعود وبرهم.

لازال الحلم الكردي يطرق أبواب النائمين ويوقظهم من سبات الفشل إلى صحوة العمل لتحقيق الهدف الأول والأخير الا وهو (دولة كردستان) الأمر الذي حفز العقيد “نوزاد” واعطاه جرعة من الادرينالين وأعاد له نشاطه بعد فترة من السبات الطويل.

مع قرب احداث ثورة تشرين / اكتوبر من عام ٢٠١٩م، أعد الأكراد بأحزابهم الحاكمة المشتركة بحكومة الفساد والصفقات العدة وجهزوا كل اللوازم التي تساهم في إرجاع الحلم إلى الواجهة من جديد، خصوصاً بعد التنازلات الكبيرة التي قدمها رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي للشركاء الأكراد الأمر الذي زاد الأزمة الشعبية تعقيداً وسوء.

هنا وفي هذا الصراع القائم استغل السياسيين الكرد الأزمة السياسية الكبرى والتداعيات الشعبية من التظاهرات التي شهدتها المحافظات العراقية (الشيعية تحديداً) وسمحوا لأنفسهم بالتدخل السلبي في قضية الاحتجاجات الشعبية فكلما زاد الوضع سوء زادت حظوظ الساسة الكرد في تحقيق مصالحهم وحلمهم المزعوم.

تلقى العقيد “نوزاد عثمان” اوامر من قادته السياسيين والعسكريين بقمع الاحتجاجات في اليوم الثالث لثورة تشرين وتشكيل غرفة عمليات كردية لقمع المتظاهرين بأي طريقة يمكن استخدامها.

جرت الحوارات والنقاشات السياسية والأمنية والعسكرية وأعد “نوزاد” العدة واختار مكان المذبحة وأمر جنوده بالصعود على أسطح البنايات القريبة من ساحة الطيران وصولاً إلى مستشفى الجملة العصبية واعطى أوامر (القتل بواسطة القنص) !!

قتل “نوزاد” ما يقارب الـــ(140) شاب ثائر، مطالباً بحقوقه ضد طغمة الفساد المتسلطة على الرقاب والأموال طيلة خمسة عشر سنة واكتفت الحكومة بعزله عن منصبه.

كل هذه الأحداث ولا زال الساسة الكرد يعدون العدة لصناعة هذا الاسم البارز لتحقيق اهدافهم الكبرى على المستوى السياسي والعسكري.

تألمت كثيراً بعد سماعي خبراً مفاده “هروب العقيد نوزاد عثمان إلى ألمانيا برفقة عائلته” هكذا بسهوله يسافر المجرمون هم وعوائلهم وتبقى الأرامل والثكالى تأن إلى قيام الساعة.

اشتراك معنا بقناة التلجرام اضغط هنا?

https://t.me/alburaqnews

Loading

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.