طبيعة تخترق الخيال
بقلم رئيس التحرير: علاء خليفة
لست بصدد الشرح او التعريف عن عاطفة الام كونها من اروع الثوابت الانسانية الصادقة التي لا يختلف عليها .. نعرفها جميعاً …طبيعية جداً بعطائها الذي لا يعرف الحدود … بسهرها ، وتعبها ، ونكران الذات الذي يصل بها الى مرحلة بذل الروح كل هذا بل اكثر ونحن في السياق الطبيعي.
الى ان جاءت اللحظة التي تخطت بها هذه العاطفة كل ما هو طبيعي ومألوف واخترقت حاجز الخيال، اذ كيف لنا ان نتخيل قيام ام بكتابة اسم ابنها على اطراف جسمه لتتمكن من جمعه ان سلمت او ان يجمعه غيرها؟.
كيف يكون الهم الاكبر للام جمع اشلاء جسمه و تأجيل التفكير بانه سيمزق ؟ هل توقع احد في يوما من الايام ان التي لاتتمكن من التفكير بارتفاع درجة حرارته ليلاً او سماع بكاءه في اهون الحالات يكون اخر احلامها جمع اصابع اليد؟.
كيف تخطت الخوف الذي نعرفه لتعيش في خوف من نوع غريب مدها بقوة استطاعت من خلالها العبور لازمة البحث عن الأقلام ومكنها من الوقوف بظهراً مستقيمٍ لساعات في الطابور.
لم اعرف سر هذا البأس الشديد والقابلية على التحمل الى ان شاهدت عبر شاشة التلفاز ام اخرى تطلب بصوت يرتجف وعينان غائرتان وجسم يستمد تماسكه من أمل كاذب ، ترجو وتتوسل من يبحثون في الانقاض عدم التوقف لعلهم يجدون شعرة من رأسه، نعم قالت لهم “اكتفي بشعرة من رأسه” ، عندها ادركت ان الام الاولى كانت افضل حالاً.
حقائق عجية اجتمع فيها المتناقضان جعلت من هذه النظرية محل شك، صوراً وتساؤلات اعجزت التفكير واخرست الكلام وتركت الحروف دون معنى .
الحقيقة اننا لا زلنا نجهل الكثر عن هذه العاطفة التي تتصاعد بتصاعد الموقف ولا يمكننا احاطتها وتحديدها
فمن كانت جنته تحت اقدامها ، وحده العالم بجهلنا وما يترتب عليه.