لغة فريدة ونصرٌ معلق
بقلم الكاتب: محمد جواد
تعتبر اللغة وسيلة أساسية للتواصل بين البشر، فهي تعبر عن الأفكار والمشاعر وتساعدنا على التواصل وفهم بعضنا البعض، ولكن هناك لغة أخرى تستخدمها الفئة الفاقدة، وهي الدموع حيث تعتبر لغة عابرة للثقافات واللغات فهي صامتة تعبر عن المآسي والألم، وتحمل في طياتها قصصاً مؤلمة للفاقدين.
وما الحاجة بدرية تلك العراقية المكلومة التي تبدو الدموع مطبوعة على وجهها الحزين، الا نموذجا للتضحية فقد ابتلعتها الحرب وفقدت وحيدها ضد داعش.
تجلس تلك الأم الحزينة في منزلها المتواضع، وفي عينيها ترسم ملامح الألم والحنين، تحدثت معي بصوت شجي مغلف بألام الحزن والفقد وبكلمات متقطعة، وتتألم مع كل كلمة تنطقها، إلا جملة واحدة قالتهة بنبرة جنوبية وبأتم الحزن يمة ( شفت الهوة حرك الباب! أثاري الهوة والباب چذاب )
وتنهمر الدموع من عينيها بغزارة، وتتساقط على خديها كنهر من الحزن حينها أدركت ان الذين يعانون من نفس الفقد يفهموا بعضهم البعض بشكل أفضل
فقد شعرت بألم تلك الأم وفهمت ما تعانيه، فالدمع لغة صامتة تتحدث بقوة، وتنقل الأحزان والمآسي بلا حاجة للكلمات. إنها لغة القلوب المكسورة والأرواح المجروحة هذا المشهد المملوء بالدموع ماهو إلا ضريبة من ضرائب النصر وهذه الدموع لاتشبه تلك التي سالت في يوم إعلان النصر على داعش.
هذا اليوم الذي اصبح عيداً وطنياً ويتجدد الفرح و الاحتفال به في كل عام شتان مابين دمع الفقد والفرح
هذا الفرح الذي بقي منقوصاً بالنسبة للكثير من الأمهات اللواتي فقدن فلذات اكبادهن في تلك الحرب لأنهم لليوم لم يحصلوا على (أظفر ) من جثث أبنائهم الشريفة وما الحاجة بدرية إلا نموذج من تلك النساء المفجوعات واللتي يبقى لديها يوم النصر معلق إلى رجوع الجثمان.
للاشتراك معنا بقناة التلجرام اضغط هنا????
https://t.me/alburaqnews