يبدو أن هناك من صدَّق رواية انسحاب القوات الأمريكية من العراق وروَّج لها، فيما الحقيقة مغايرة تماماً لما يجري تداوله؛ إذ إن تلك القوات تحركت بشكل تكتيكي من قواعد عسكرية إلى مواقع أخرى داخل الأراضي العراقية، وفق خطة معدة سلفاً لخدمة المصالح الأمريكية والمخططات الصهيونية
فالانسحاب من بعض القواعد لم يكن استجابة لمطالب العراقيين، بل لتحقيق أهداف وغايات أمريكية بحتة.
وقال رئيس الهيئة التنظيمية للحراك الشعبي من أجل الحزام والطريق، حسين الكرعاوي، في تصريح تابعته ،البراق نيوز،: إن “انسحاب القوات الأمريكية من بعض القواعد في العراق ليس استجابة لرغبات العراقيين، بل لخدمة مصالح قوات الاحتلال بما يتناسب مع خططها للبقاء في البلاد، فالجانب الأمريكي يعد هذا الانسحاب جزءاً من خطة جديدة للسيطرة على المنطقة، تهدف إلى حماية قواته وجنوده وآلياته، ووضعهم في مواقع تتيح لهم أداء مهامهم بشكل أفضل”، مضيفاً أن “على العراقيين أخذ الحيطة والحذر من هذه التحركات، كونها لا تصب في مصلحة العراق، بل هي خطوات تكتيكية لا تخدم الشعب مطلقاً، رغم الضغط الشعبي المتواصل لضمان خروج هذه القوات المحتلة من الأراضي العراقية”.
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم كتلة الحزب الديمقراطي النيابية، فيان دخيل، في تصريح متلفز تابعته ،البراق، أن “القوات الأمريكية لم تنسحب من العراق، وإنما تتحرك وفق تكتيكات متفق عليها مع الحكومة العراقية”.
في المقابل، قال الدبلوماسي الإيراني السابق، أمير موسوي، في تصريح صحفي: إن “انتقال القوات الأجنبية إلى قاعدة حرير في أربيل لا يعني أنها ستكون في مأمن من الاستهداف في حال وقوع مواجهات؛ فهي ليست آمنة لا في أربيل ولا في أي مكان من العراق أو المنطقة، والعالم شاهد سابقاً استهداف قاعدة العديد في قطر، ما يؤكد أن أي وجود عسكري أجنبي سيبقى عرضة للخطر”، مبيناً أن “واشنطن تسعى من خلال هذه الخطوة إلى ممارسة حرب نفسية للتأثير على بعض ضعاف النفوس داخل العراق”.
وأضاف أن “العراق يمتلك عناصر قوة متعددة تبدأ من مرجعيته الدينية، مروراً بقواته الأمنية من جيش وشرطة اتحادية وحشد شعبي، وصولاً إلى الحاضنة الشعبية الواسعة المناهضة للكيان الصهيوني، حيث أثبتت فصائل المقاومة العراقية خلال السنوات الماضية أنها قوة رادعة قادرة على مواجهة المشاريع الأمريكية والصهيونية”.
للاشتراك معنا بقناة التلجرام اضغط هنا