القوات الامريكية ..انسحاب أم إعادة تموضع؟

رغم مرور سنوات على دحر تنظيم “د11عش” الإرهابي، بعد أن نجحت القوات الأمنية بمختلف صنوفها، وفي مقدمتها ا.لحشد. ا.لشعبي، في القضاء عليه وإنهاء وجوده الميداني، إلا أن المخاوف من عودته لا تزال قائمة، خصوصاً في ظل تحركات مشبوهة تقودها بعض القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

ورغم النجاح الكبير في تدمير بنية التنظيم الإ.ر.هابي وتفكيك خلاياه، لا تزال بعض المجموعات الصغيرة والخلايا النائمة تنتشر في المناطق الجبلية والنائية، مثل جبال حمرين ووادي حوران، والتي تُستغل في كثير من الأحيان كورقة ضغط سياسي وأمني من قبل قوى خارجية.

الخبير الأمني صباح العكيلي حذّر، في تصريح تابعته ،البراق نيوز، من أن “الانسحاب الأمريكي المفاجئ من بعض القواعد العسكرية في بغداد والأنبار ما هو إلا خطوة تكتيكية لإعادة تموضع القوات الأمريكية في مناطق أخرى، لاسيما إقليم كردستان”، مؤكداً أن “ما يجري لا يُعد انسحاباً حقيقياً بل إعادة انتشار داخل الأراضي العراقية”.

وأوضح العكيلي أن “الحديث عن انسحاب شامل مجرد خدعة، فالتحركات الأمريكية تشير إلى نية لإبقاء قواتها في مواقع جديدة لتنفيذ أجندات سياسية وأمنية، بعضها قد يشمل إعادة تنشيط د11عش في مناطق حدودية واستخدامه كورقة ضغط”.


ووفقاً للعكيلي، فإن تقارير استخباراتية تشير إلى وجود نحو 5 آلاف عنصر من التنظيم في مناطق مثل وادي حوران وجبال حمرين، ما يعزز المخاوف من احتمال استغلال هذه العناصر لإعادة إحياء نشاط التنظيم الإ.ر.هابي بغطاء أمريكي.


الجهد الأمني العراقي: يقظة متواصلة واستعداد دائم


في المقابل، أكدت قيادة عمليات ا.لحشد. ا.لشعبي في الأنبار أن قواتها اتخذت إجراءات أمنية مشددة على طول الشريط الحدودي مع سوريا، بما في ذلك تكثيف نقاط التفتيش، وزيادة الدوريات البرية والجوية، إلى جانب استخدام تقنيات مراقبة متقدمة، وذلك في إطار استراتيجية استباقية لمنع أي تسلل أو هجمات مفاجئة.

التقارير الاستخباراتية تشير إلى أن بعض التنظيمات الإ.ر.هابية بدأت بالفعل في استعادة نشاطها في مناطق سورية مثل دير الزور وحمص، وسط معلومات عن وجود معسكرات تدريب تابعة لد11عش بالقرب من الحدود السورية العراقية، الأمر الذي يزيد من احتمالات عودة الخطر الإ.ر.هابي إلى الداخل العراقي.

صحف أمريكية أكدت كذلك وجود تحركات مريبة في المناطق الحدودية، قد تكون مؤشراً على موجة هجمات جديدة يجري التحضير لها في الخفاء.

ورغم كل هذه التحديات، يؤكد المراقبون أن الخطط الأمريكية لإعادة توظيف د11عش داخل العراق لن تنجح، في ظل التقدم الكبير الذي أحرزته القوات الأمنية في عمليات التحصين، والسيطرة على الحدود، والاعتماد المتزايد على التكنولوجيا في رصد التحركات الإ.ر.هابية.

للاشتراك معنا بقناة التلجرام اضغط هنا

‏https://t.me/alburaqnews

التعليقات (0)
اضافة تعليق