حرائق الحقول.. حرب منظمة لتدمير اقتصاد العراق
شهدت الايام الأخيرة حوادث احتراق مزارع الحنطة في محافظتي ديالى وكركوك تواصلًا مع عمليات مماثلة على مدى الأيام الماضية في محافظة نينوى الشمالية ومحافظة صلاح الدين، مسجلة خسائر كبيرة قدرت بمئات الملايين من الدنانير وتلف آلاف الهكتارات الزراعية.
حيث اخمدت فرق الدفاع المدني خمسة حرائق فيها لبساتين ومزارع للحنطة هناك، ومنعت توسعها وانتشارها إلى الأراضي المجاورة المزروعة بمحصول الحنطة، وإنقاذ عشرات الدونمات في تلك المناطق الزراعية.
كما جرى إضرام النيران في مزارع لمحصولي الحنطة والشعير في قضاء الحويجة في جنوب غرب محافظة كركوك.. إضافة إلى إضرام النار بمساحات زراعية في قرى في محافظة ديالى، حيث التهمت أكثر من 500 دونم من محصول الحنطة خلال أسبوع.
وما زال الغموض يلف الجهات التي تقف وراء هذه الحرائق، وتباينت الاتهامات بالمسؤولية عن ذلك بين تنظيم داعش ومافيات تقف خلفها السعودية وجهات خارجية.
من جانبه اتهم عضو لجنة العلاقات الخارجية النائب مختار الموسوي، دول الجوار بالوقوف وراء حرائق المحاصيل الزراعية، بغية الإضرار باقتصاد بلاده.
وقال الموسوي في بيان اطلعت عليه، البراق نيوز، إن “هنالك شكوكا بأن دول الخليج، خاصة السعودية والإمارات، إلى جانب الأردن، متورطة في حرائق المحاصيل الأخيرة في البلاد”.
وتابع ان “حرق المحاصيل كان بغية إضعاف الاقتصاد العراقي وهنالك أهداف أخرى منها إثارة الفتن والتوتير بين مكونات العراق”.
من جهتها عدت لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية الحرائق جزءًا من مؤامرة خارجية لتدمير اقتصاده الذي بدأ بالتعافي شيئًا فشيئًا.
وقال رئيس اللجنة سلام الشمري في بيان تابعته، البراق نيوز، إن “هناك جهات خارجية لا تريد للبلد الوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي بالمنتجات إن كانت حيوانية أو زراعية”، مشيرا إلى أن “الفترة السابقة شهدت استهدافًا مقصودًا للثروة الحيوانية والسمكية بعدما أعلن العراق وصوله إلى حالة الاكتفاء الذاتي من المنتوجات الحيوانية والأسماك خصوصًا، موضحًا أن “ذلك الاستهداف نتجت منه خسائر بالملايين، إضافة إلى ما أصاب هذه الثروة من تدمير”.
وأوضح الشمري ان “المتآمرين في الخارج لم يكتفوا بذلك، بل قاموا ايضا، وبعد قرب وصول العراق إلى الاكتفاء الذاتي من الحنطة والشعير، قاموا بحرق المزارع والحقول، لتضاف خسائر جديدة اخرى إلى الاقتصاد وللمزارعين والفلاحين وتدمير الألاف وأكثر من الدونمات الزراعية”.
ودعا الحكومة إلى القيام بواجباتها القانونية والأخلاقية تجاه شعبها والعمل على اتخاذ خطوات فاعلة “لمنع هذه المؤمرات من الاستمرار في استهداف الاقتصاد العراقي ورزق شعبه”.
كما أشار النائب عن محافظة بغداد آراس حبيب كريم، إلى أن “المافيات ومن يقف خلفها ويسندها هي من تريد للبلاد أن يكون مجرد سوق لتصريف البضائع المستوردة، حيث إن ما يحصل تهديد جدي يتطلب إجراءات بمستوى ما يمثله من مخاطر آنية ومستقبلية”.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مزارعين محليّين قولهم ان مجهولين لديهم خبرة بصناعة المتفجرات وضعوا أجهزة تتسبب بحريق وسط حقول القمح، ليمتد إلى أكبر رقعة مزروعة، إذ إن تلك الأجهزة يتم التحكم بها عن بعد عبر الهاتف النقال. وأكدوا العثور على أجهزة موبايل ومعدات تستخدم في الحرق، ما يعني أن جهة متنفذة تقف وراء الحرائق”.