برلمانيون يؤكدون بأن حرائق مزارع الحنطة والشعير مؤامرة خارجية لتدمير اقتصاد البلاد

0 205

لم يكن حرق مساحات واسعة من مزارع الحنطة في عدد من المحافظات حدثا عابراً بل ان كل الدلائل تشير الى ان هناك اياد خفية تقف وراء هذه العمليات التي تهدف الى تدمير الاقتصاد العراقي.

فما ان اعلنَ رئيس الوزراء الدكتور عادل عبد المهدي ان العراق يقترب من الاكتفاء الذاتي في محصولي الحنطة والشعير، حتى بدأت سلسلة الحرائق التي طالت آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية في محافظات صلاح الدين ونينوى وديالى وكركوك، فيما كان المزارعون يستعدون لموسم الحصاد من هذين المحصولين الاستراتيجيين.

من جهتها عدت لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية، بأن” الحرائق جزءًا من مؤامرة خارجية –  داخلية لتدمير اقتصاده الذي بدأ بالتعافي شيئًا فشيئًا، لكنه لم تسمّ هذه الجهات”.

وقال رئيس اللجنة سلام الشمري في بيان طالعته، البراق نيوز، إن” هناك جهات خارجية وأخرى داخلية لا تريد للبلد الوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي بالمنتجات إن كانت حيوانية أو زراعية”، مشيراً إلى أن” الفترة السابقة شهدت استهدافًا مقصودًا للثروة الحيوانية والسمكية بعدما أعلن العراق وصوله إلى حالة الاكتفاء الذاتي من المنتوجات الحيوانية والأسماك خصوصًا”، موضحًا أن “ذلك الاستهداف نتجت منه خسائر بالملايين، إضافة إلى ما أصاب هذه الثروة من تدمير”.

وأشار الى ان “المتآمرين في الخارج والداخل لم يكتفوا بذلك، بل قاموا ايضا، وبعد قرب وصول العراق إلى الاكتفاء الذاتي من الحنطة والشعير، قاموا بحرق المزارع والحقول، لتضاف خسائر جديدة اخرى إلى الاقتصاد وللمزارعين والفلاحين وتدمير الألاف وأكثر من الدونمات الزراعية”، داعياً الحكومة إلى” القيام بواجباتها القانونية والأخلاقية تجاه شعبها والعمل على اتخاذ خطوات فاعلة “لمنع هذه المؤامرات من الاستمرار في استهداف الاقتصاد العراقي ورزق شعبه”.

وفي السياق ذاته أكد النائب عن محافظة ديالى، رعد الدهلكي، في تصريحات صحافية، إنّ “أيادي خفية تسعى لتدمير الزراعة العراقية بشكل منظم وممنهج، ظاهرة إحراق الحقول في ديالى، وقبلها تلف محصول الطماطم في البصرة، ونفوق الأسماك، وغيرها من الحوادث التي لم يكشف عن المتورطين فيها، تستدعي الانتباه”.

ودعا الدهلكي البرلمان إلى “إدراج تلك الحوادث في جدول أعماله، وسؤال الجهات المعنية لتوضيح الصورة وبيان الأسباب وطرق المعالجة لهذه الظواهر الخطرة التي تقف خلفها أجندات تسعى لتدمير اقتصاد البلاد”.

ومن جانبه رفض النائب عن محافظة بغداد آراس حبيب كريم أنه” لا يكفي القول إن حرائق حقول الحنطة مفتعلة أو بفعل فاعل ومثلها قبل شهور حادثة نفوق الأسماك”.

وشدد في بيان تلقته/ البراق نيوز/على “ضرورة البحث عن الأسباب، لا النتائج، فهنالك من لا يريد بناء اقتصاد وطني يقوم على تراكم إنتاج داخلي، إن كان في الزراعة أو الثروة الحيوانية، ولاحقًا الصناعة”.

وأشار إلى أن “عصابات يقف خلفها ويسندها جهات خارجية تريد للبلاد عدم التقدم والازدهار، حيث إن ما يحصل تهديد جدي يتطلب إجراءات بمستوى ما يمثله من مخاطر آنية ومستقبلية”.

كما اعتبر النائب عن محافظة نينوى محمد، ان” الحرائق جزءًا من برنامج تخريبي واسع، محذرًا من أن الكثير من الحوادث الغريبة سيشهدها البلد، وهي جزء من سياسة التركيع، يمارسها أكثر من طرف” بحسب قوله.

وأضاف إن “الحكومة في حالة من فقدان الوزن أو فقدان الوعي أو هي تتصنع ذلك لكي لا تصارح شعبها”.. مشيرًا إلى أن “من يراهن على سكوت الناس عن أرزاقها واهم، فقطع الأعناق ولا قطع الأرزاق”.

هذا وتراجع إنتاج العراق من القمح بنسبة 23% على أساس سنوي خلال الموسوم الماضي 2018، إلى حدود 2.17 مليون طن.

فيما بلغ إنتاج البلاد من محصول القمح في 2017، نحو 3 ملايين طن، بمساحة زراعية بلغت 4.2 مليون دونم (الدونم يعادل 1000 متر مـربع).

وحسب تقرير لوزارة التخطيط، بلغت المساحة المزروعة بمحصول القمح 3154 دونما في 2019، وبلغ متوسط الغلة لإجمالي المساحة المزروعة للمحصول 690.5 كلغ لكل دونم. وبلغت المساحة المزروعة بمحصول الشعير لعام 2019، نحو 601 دونما.

وموسم هذه السنة 2019 يبشر بخير غير أن الحرائق المفتعلة التي تواجه المزارعين قد تذبذب انتاج هذا العام، وتحتاج البلاد للوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من القمح، 4.2 مليون طن سنويا.

Loading

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.