المرجعية وحفظ الدستور والشعب

0 647

بقلم د. باسم الماجدي

مرة اخرى تنتصر المرجعية لهذا الشعب المظلوم الذي عانى ما عانى طوال عقود مضت ايام البعث الصدامي وما تلاه من مؤامرات بعد عام ٢٠٠٣ وفشل صفحات الزرقاوي والبغدادي وصولا لركوب وقيادة الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح الحقة من قبل امريكا ودول الخليج الاسرائيلية … وبعد ان تنصل شركاء الوطن (السنة والكرد) من اي التزامات للإصلاحات ووقوف موقف المتفرج بينما جمهور الشيعة ينتفض للإصلاح للجميع وليس لطائفة!!! وقبل ان ابدا بمعطيات الخطبة الاخيرة سأبدأ بالنص الدستوري ببساطة (في حال استقالة رئيس الوزراء يجب على البرلمان ورئيس الجمهورية والاحزاب البرلمانية كافة اما تسمية مرشح آخر خلال ١٥ يوم أو الذهاب لانتخابات مبكرة) وربطه بنتائج خطبة المرجعية والتي جاءت لترد على كل من المتصيدين في (الداخل والخارج) كما موضح ادناه: — متصيدي الخارج

* جاءت الرسالة واضحة لأمريكا ان التغيير الحكومي لا يأتي منكم وبطريقتكم بل يأتي عبر الاليات الانتخابية وبالطريقة التي يريدها الشعب وبالزمان الذي نحدده …

* جائت الرسالة مدوية لكل الاقلام والصفحات الزائفة (لدول الخليج الاسرائيلية) التي سبقت اعلان الخطبة وما شابها من تشويه وتحشيد اننا نقدم الرشد والنصائح ولسنا مسؤولين عن الفساد والمفسدين ولا نغطي عليهم حتى لو كانوا شيعة وبالتالي ستمتد يد العدالة للأخرين من باقي الطوائف ….

– متصيدي الداخل

– جاءت الرسالة كحجر في راس رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والكتل النيابية ( الحكمة والوطنية والنصر ) لكونهم اصبحوا بمواجهة الشعب بعد ان تنصلوا طيلة شهري الاحتجاجات عن اجراء الاصلاحات ورمي الكرة في ملعب الحكومة ليعودوا مرة اخرى للمواجهة فماذا سيفعلون الان؟ اما اقرار قانون منصف للانتخابات ومفوضية مستقلة خلال ١٥ يوم وبعكسه لا يمكنهم الذهاب لانتخابات مبكرة، اما تسميتهم لرئيس وزراء جديد (وهو مرفوض جماهيريا) وايضا يجب عليهم اقرار قانون الانتخابات ومفوضية لكونهما مطلب المتظاهرين السلميين وكلا الموضوعين يجعلان من منصب رئيس الجمهورية ومنصب رئيس البرلمان على المحك….

– اما السيد مقتدى الصدر وسائرون بعدهم لم يدركوا الصدمة والموقف الى الان ( فالمرجعية) اثبتت ان لا قوة ولا ترهيب للحكومات بعد الان بقوة السلاح والحرق الا وفق القانون الدستوري الانتخابي فعندما انسحب انصاره من موجة الاحتجاجات تم التوجيه باستقالة الحكومة كما ان السيد مقتدى الصدر وضع عهد جديد لأنصاره بأنه لن يشترك بحكومة محاصصة لاحقا  … اما كتلة سائرون النيابية ستكون بنفس المأزق للكتل اعلاه بعد ان حاولت التحايل على مطالب المحتجين بالدعوة لاستجواب رئيس الوزراء دون ان تحاول ايجاد علاج ومخرج لأصل المشكلة والبحث عن اصلاحات فكلا الخيارين المطروحة ( رئيس وزراء جديد وانتخابات مبكرة ) لن يقبلها الشعب دون قانون انتخابات جديد ومفوضية جديدة  وكلا الخيارين لن تبقي نفس الوجوه بالبرلمان ولن تبقي نفس المقاعد البرلمانية وضياع الامتيازات لهم …

– الاكراد حالهم كحال الكتل الاخرى بعد ان اعطاهم عبد المهدي كل شيء ولم يعطوا له اي شيء سيكون موقفهم ليس بالأمر الهين هم ايضا فبدون حكومة لن تكون هنالك موازنه اتحادية والذهاب لانتخابات مبكرة وفق قانون جديد اكيد لان تبقى المعادلة السياسية والتحالفات نفسها فالمكاسب ستتغير بعد جيل جديد من التغيير وستكون بغداد منيعة لهم مستقبلا وان غدا لناظره قريب …

واخيرا وللإنصاف ورغم سلبياته كان موقفاً من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي !! باستقالته فقد علّم الاعداء (الداخل والخارج) درساً بليغا وصفعة قاسية عندما أعقب خطبة الجمعة ورسالة المرجعية باستقالته نزولا عند رغبتها وبهذا نقل الصورة واضحة دون تشويش الى العالم ان الشيعة من اكبرهم الى أصغرهم هم بأمر المرجعية

 وما اجملها من استهلاله ب ( يا ابت افعل ما تؤمر ….)

علمت الدنيا ان السيد السيستاني هو اب للجميع

نسأل الله أن يحفظ السيد السيستاني ذخراً

للعراق ونسأل من الله ان يترحم على شهدائنا وان يحفظ علمائنا لكونهم حبل الله الممدود من السماء الى الارض … كما ندعو كافة الاخوة من المتظاهرين من انصار المرجعية فكما التزم الحشد بتوجيهات المرجعية في ساحات القتال نسالكم ان تلتزموا في ساحات الاعتصام بالسلمية وحفظ ممتلكات الدولة والمواطنين وتصفية كافة المندسين والمخربين من ( البعثية والحركات المشوهة للدين كالصرخية واليمانية ) كما ندعو كافة المثقفين لأخذ دورهم في الارشاد للشباب وتوجيه اقلامهم ضد الصفحات المشبوهة وان لايقفوا موقف المتفرج لكل من يحاول ان يشوه مقدساتنا ، اضافة الى توجيه الشباب بأن الكرة في ملعب البرلمان وهو أصل الاصلاحات لكل متطلباتكم ….

Loading

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.