الخونة … مكانهم في مزبلة التأريخ

0 1٬847

بقلم: سعد اللامي

قال تعالى “يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ” (الانفال ٢٧ ) .

ربما نحتاج الى تعريف بسيط ودقيق لمعنى الخيانة، فالخيانة تجمع كل المعاني السيئة التي يمكن ان تلحق بشخص ما، فهي انتهاك فاضح وفظ وسمج ونقض لكل ميثاق أو عقد بين الانسان وخالقه (الله سبحانه) او حتى بين انسان وآخر أو فرد وجماعة.

والله سبحانه قرن بين الخيانة والكفر في قوله سبحانه ” ان الله لا يحب كل خوان كفور ” ( الحج ٣٨ ) . الخيانة مذمومة في كل المفاهيم الالهية والاخلاقية والمجتمعية حتى مع الكفار هي مذمومة، بل حتى مع الخونة انفسهم، ولهذا فأن النبي الاكرم عليه وعلى آل بيته أفضل الصلاة وأتم السلام، قال ” أدّ الامانة الى من ائتمنك ولا تخن من خانك “.

دعونا ايضا لا ننسى خيانة ( يهوذا الاسقريوطي ) الذي عُرّفَ بأنه اكبر خائن من بين الحواريين الاثني عشر والذي وسوس له الشيطان بأن يخون السيد المسيح ويسلمه الى السلطات الرومانية مقابل ثمن بخس ( ثلاثين قطعة فضية فقط ) .

( بروتوس) أبن أخت يوليوس قيصر الذي أنضم الى بلاط القيصر ليصبح واحدا من أعضاء مجلس الشيوخ في روما ، غدر بالقيصر ولازلنا لم ننسى المقولة الشهيرة ( حتى انت يابروتوس ) .

سقت هذه المقدمة مدخلا لما يجري الحديث عنه الان ويتم تداول شريط المكالمات الذي جرى بين عميل الCIA وبين قائد عمليات الانبار!! والغرابة في الامر، أن شخصا مهما في موقع المسؤولية وهو آمر لمجموعة كبيرة من الضباط والمراتب وتحت سلطته مساحة كبيرة وشاسعة من جغرافية الارض والجو ومعدات عسكرية لا تُقدر بثمن وله حظوة ومنزلة وقيمة عليا عند القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع كونه ضابط ركن وعسكري من الدرجة الاولى!!!! مع حمايات ومخصصات وراتب جيد جدا، يتولى مسؤولية كبرى وأمانة عظيمة وردد قسماً بأن يحمي البلد ولا يخون الامانة!! يأتي في لحظة لينسف تأريخه بالكامل ويجعل من نفسه حديث الساعة في كل وسائل الاعلام المقروءة والمرئية والمسموعة وكل الشعب يشاهد ويسمع المكالمات المخجلة التي من خلالها يوافق على تزويد القوات الاميركية وسلاح الجو الاسرائيلي بإحداثيات لمواقع وتشكيلات قطعات الحشد الشعبي البطلة التي لم تدخر شيئا الا وضحت به في كل المعارك الضروس التي خاضتها لتحرير المناطق الغربية من دنس العصابات التكفيرية التي تركت بصمة من الالم والوجع في كل بقعة من الارض التي احتلتها هذه العصابات المنحرفة صنيعة اميركا واسرائيل وبعضا من العرب !!

السؤال الذي يدور في ذهني والذي في ودي ان أوجهه الى قائد عمليات الانبار هو التالي (أن لم  يكُن بلدك عزيزا عليك وهان عليك ابناءه ،، فهل من الطبيعي ان تهون عليك اسرتك وعشيرتك ؟؟ وماذا ستقول لأولادك حين يسألونك ، ما الذي فعلته يا والدنا ؟؟ ولماذا هذه الخيانة ؟  ان كانت اجابتك بأن من بعتهم بالثمن الاوكس هم من طائفة اخرى او من قومية اخرى او من دين آخر فتذكر حديث الامام علي ابن ابي طالب الذي قال ( البشر صنوان ، اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق ) ، فكيف تجرأت على قتل ابناءك وأخوتك وهم يفترشون الصحراء ويلتحفون السماء تاركين عوائلهم وأعمالهم وكل شيء غالي عليهم وجاءوا ليدافعوا عن ارض العراق من شماله الى جنوبه ومن غربه الى شرقه وليكونوا عونا لكم وداعمين ومساندين .. !

ماذا ستقول للتأريخ وأين ستخبئ نفسك وانت ستشعر ان الجميع يلاحقك واولهم الرب سبحانه الذي سيحاسبك اشد الحساب على كل قطرة دم أُهدرت من خلال خيانتكم … فويل لكم من عذاب الله اولا ومن لعنة الناس والتأريخ ثانيا … وأخيرا، نصيحتي لك ان تنتحر قبل ان يقتلك الخوف والعار … وما على الخائن من سلام.

Loading

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.