كثير من الحزن لا يكفي

0 245

سليم الحسني

لا يكفي الحزن، يتضاعف مرات ومرات لكنه لا يكفي. لقد مسحتَ على رؤوس الأيتام، وأعدتَ الطهارة لسبايا داعش، وأعدتَ للعراق أرضه، فكيف يتوقف الحزن؟

ثلة نادرة من الرجال، يخرجون من بين السنين، يولدون في مناطق الفقر، في الأماكن النائية، في المدن المظلومة، تُرضعهم أمهاتهم لبناً وشيئاً من تراب الأرض، فيستوون أعمدة من صمود، يهرب الخوف منهم، يتجنبهم الضعف، ينأى التراجع عنهم.

من هذا الوسط والجنوب، ولد الكثيرون. تشابهت ملامحهم، حتى ليظن الرائي أنهم توائم وأبناء عائلة واحدة. تجمعهم صفتان: يبعدون الموت عن الآمنين بأجسادهم.. يبتسمون حين يخوّفهم أبناء الشيطان.

يتركون في القلب حزناً طويلاً، فمن مات منهم قبل زمن بعيد، تبقى حرقة الحزن تكوي القلوب كلما مرّت ذكراهم.

في الليلة الكئيبة، غدر ظالم معتوه، فتعالت صيحات السبايا المحررات، والأمهات المفجوعات، والأيتام الصغار، لقد عرفوا من هو المغدور قبل أن تتناقل الأخبار الواقعة.

كان الخبر مقروءاً في قلوبهم، لقد انطفأت فرحة التحرير في صدورهم، وتلك علامة استشهاد المهندس وسليماني.

أبو مهدي المهندس، ورفيقه قاسم سليماني، جاءا من مكان يختلف عن هذه التي نعرفها. والدليل شاخص لا يقبل التشكيك، فمثل هذا الحزن المتضخم على فقدهما يقول ذلك.

مضت أيام، كان الظنّ، أن تفتر نار الحزن، لكني أراها تزداد اتقاداً، فتلك الحرارة تتسرب كبيرة من صدور الثكالى والأيتام كلما نظروا لصورة الشهيدين، فحتى الكثير من الحزن لا يكفي.

Loading

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.