الأبعاد السياسية للقاء القمم السيستاني وفرانسيس

0 19

بقلم: الدكتور عمر الموسوي

يعيش العراق مرحلة تشبه مرحلة خروج اوربا من العصر الزراعي الى العصر الصناعي يجعل الحوار الروحي والديني الرمزي بين التجربتين، يوصف بأنه حوار موضوعه واحد وزمانه مختلف “فوكوياما”. يبحث منظروا العالم السياسي لموطئ قدم وشرعية قانونية للاعتراف الرسمي “بلكيان الصهيوني” في منطقة الشرق الاوسط، اذ ان القومية العلمانية ومشروعها في الشرق الاوسط الذي وجد آنذاك من اجل مجابهة الشيوعية المُتمثلة بالاتحاد السوفيتي لم ينتج الا دكتاتوريات استبدادية رفضت الاعتراف علنناً بدولة للكيان الصهيوني وخاضت ضدها حروب ضروس منذ 1 948م حتى الان (كحكومة الاسد في سوريا) الشاهد الحي من الدكتاتوريات العلمانية القومية، التي لم تنظر بعين الاعتبار الى الديانة واهميتها الفاعلة في الحياة السياسية تخت شعار “فصل الدين عن السياسة” ، في حين ان الاسلام السياسي الذي لمع نجمه في ايران على يد اية الله العظمى السيد الامام الخميني عام 1 979م، وقيام دولة تحمل شعار الإسلام مُهدداً لحلم المشروع الصهيوني ورفضه. جاء بعد ذلك مشروع الربيع العربي والذي فشل في دول وحقق شيء من المشروع في دول اخرى، إذ انتج نظام سياسي ديمقراطي مُنتخب في مصر (المرسي) الذي حمل شعار الاسلام السياسي وفي السودان نظام سياسي جديد اعترف علنناً “باسرائيل”. لذلك سعى الفاعليين الى طرح مشروع جديد يُزيح العلمانية القومية بلباسها العربي وكذلك أبعاد الإسلام السياسي ذو الايديولوجية الحصرية والمهيمنة، وهذه المرة يأتي المشروع بروح وبعد جديد يمتزج بين اللون الابيض والاصفر (القوة الروحية والقوة المادية) على يد بابا الفاتيكان وممثل الكرسي الرسولي للكنيسة الكالثوليكية البابا فرنسيس مُطلقاً مشروع ما بعد العلمانية ومستنداً الى الجذر الاساس الجامع والمشترك بين دول الشرق الأوسط (مسلمين، مسيحين ويهود) الا وهو نبي الله ابراهيم عليه السلام تحت مُسمى الابراهيمية او الابراهامية. يُعد مشروع ما بعد العلمانية الطريق الثالث بين الاسلام السياسي والعلمانية القومية فهي تؤكد على بناء حيز محايد يمكن فيه لأصحاب الديانات العيش في ظل الأُخوَّة الإيمانية الإنسانية مُمررتاً من خلال هذا الشعار الاعتراف بالكيان الصهيوني كدولة في فلسطين وتصفير الخلافات بين دول المنطقة وجعل الفلسطينين وكأنهم مواطنين من الدرجة الثانية في تلك الدولة المزعومة. ولعل اول خطوات هذا المشروع كانت حين ما زار البابا فرنسيس عام 2 019م ابوظبي ولقائه بزعيم الطائفة السُنية شيخ الازهر احمد الطيب وتوقيعهم لميثاق الاخوة الانسانية والتي كان عرابها “محمد بن زايد”، ثم زيارته في 5 /3 /2 2021م، الى النجف الاشرف ولقائه بزعيم الطائفة الشيعية السيد علي الحسيني السيستاني، المُكملة لذات السايق الا ان بيان مكتب فاتيكان الشيعة في النجف والذي أكد فيه على أحقية الشعب الفلسطيني ومظلوميته، رسالة الى العالم اجمع ومنظورا الساسية العالمية، لا حوار ولا دولة لليهود مادام الشعب الفلسطيني مضطهد ومازالت الاحتلالات قائمة وقوى الاستكبار والهيمنة تفرض حصارها على الدول. مشروع البابا وزيارته المُلهمة التي تحمل رسائل ذات بعد انساني نستلهمها من بيان مكتبه بعد زيارة السيستاني والذي خص فيه شكره للطائفة الشيعية ومرجعيتها التي هبت ولبت نداء المظلومية ونصرة اخوتهم من كل الطوائف الاخرى أمام اعتى تنظيم ارهابي في العالم الحديث (داعش) وان العراق بلد نهض من الرُكام ليخط مسيرتهُ في طور تاسيس نظام سياسي جديد. وعليه نعتقد ان مشروع ما بعد العلمانية وفي ظل وجود الكيان الصهيوني المغتصب ومرجعية النجف المتمثلة بالسيستاني فأن هذا المشروع يحتاج على الأقل عقد وأكثر من الزمن، ليتحول الى حقيقة ملموسة وفي ذلك الحين فأن اهميتة ستزول ومحورية العالم والقوة ستتحول في ظل وجود محوراً رفع شعار الممانعة ورفض سياسة التتبيع مع الكيان الصهيوني وان الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق في قدس الاقداس.للاشتراك معنا بقناة التلجرام اضغط هنا

?

https://t.me/alburaqnews٧٨الأشخاص الذين تم الوصول إليهم١تفاعلترويج المنشور

١١

Loading

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.